من الصائر جدا أن نصحو ذات يوم فننتفاجأ باعلان وسيط اعلامى يطلب من الجمهور المشاركة فى الاختيار الحر لأكثر الحكّام استبداداً.. يعلن بعدها الحاكم الفائز بجائزة المستبدّ الأعظم! صحيفة (واشنطون بوست) اعتادت وعوّدت قراءها على اعلان عشرة رؤساء الاكثر استبداداً على مستوى العالم فى كل عام.. والغريب أنّ العشرة فى حساب (واشنطون بوست) ثابتون فى القائمة لا يتزحزحون.. الذى يتزحزح فقط هو الترتيب! الخطأ المنهجى الذى تقع فيه (واشنطون بوست) هو معيار الاستبداد الذى تعمل به فهى لا ترى الاستبداد الا فى أعدائها وبالتالى لا تحدّد معايير الاستبداد.. فقد يقع فيها أصدقاؤها
الكاتب الاصلاحى السورى عبد الرحمن الكواكبى كتب قبل أكثر من قرن وثلثه مؤلّفا أشهر من الكواكب هو (طبائع الاستبداد).. بيّن فيه أنّ الاستبداد ليس حالة واحدة وانّما هو حالات.. وأن الاستبداد مقدّمة وليس نتيجة.. وأنّ الحاكم المستبد حالة تقابلها حالة أخرى هى الركون الشعبى.. فلا يمكن أن يكون هناك حاكم مستبد يحكم شعبّا حرّا أو متحرّراً.. فالاستبداد طبيعة نائمة داخل الحكم لا يوقظها الا شعب له درجة من الاستعداد على التطبيع مع الاستبداد
الاستبداد طبيعة فى الناس وليست فى الحاكم.. لكنّ الناس لا ينتبهون اليها الا حين تحكمهم.. يهملونها فى مراحلها الأولى فلا يفطنون اليها الا حينما تصبح طريقة فى الحكم.. فقد يبدأ الاستبداد من مستصغر الشرر
To be continued
lundi 21 avril 2008
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire